أخبار العالم

مناظرة والز وفانس.. النائب القلق يخشى بعثرة مكاسب هاريس

الخليج: متابعات
يتوارى تيم والز نائب المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس عن الأنظار، استعداداً لمناظرته المرتقبة مع جي دي فانس نائب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في الوقت الذي أخبر مقربين منه عن توتره، بشأن نتائج المناظرة وخشيته من أن يخيب ظن هاريس وعدم تمكنه من مواصلة ما حققته من تفوق على منافسها في المناظرة التي جرت بينهما.
وفي الوقت الذي يجري والز محاكاة للمناظرة، فقد بنى المعسكر الديمقراطي استراتيجيته على تخطي والز لفانس خلال المناظرة وتوجيه سهام هجومه لترامب نفسه، وهو ما يعني أن نائب هاريس مكلف بتقديم إجابات أكثر دقة عن الأسباب التي قد تدفع الناخب الأمريكي لاختيارهما، وماذا تعني للأمريكيين إدارتهما للبلاد الأربع سنوات المقبلة، بعد أن ركزت حملتهما القصيرة على الرد على اتهامات المعسكر الجمهوري، فيما يعد هذا السؤال هو المفصلي بالنسبة لترجيح كفتهما.
والز أخبر مقربين منه أنه يشعر بالتوتر من المناظرة المرتقبة الثلاثاء، حسبما قال مقربون منه لشبكة CNN، ومما يزيد من الضغوط حقيقة أن المناظرة من المرجح أن تكون المواجهة الأخيرة بين المعسكرين قبل انتخابات الخامس من نوفمبر، في سابقة نادرة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي كانت تختم بمناظرات بين المرشحين الرئاسيين غالباً. في الوقت الذي قبلت هاريس عرض سي إن إن لإجراء مناظرة رئاسية أخرى، لكن دونالد ترامب لم يُبد موافقة.

وفي الجلسات الطويلة التي تستمر حتى وقت متأخر من الليل وخلال عطلات نهاية الأسبوع، كان والز وفريقه يوازنون بين إدارة مساحة تفكير حاكم ولاية مينيسوتا والز، ومشاهدة مقاطع فيديو لفانس وعقد جلسات وهمية مع البدلاء، حيث لعب وزير النقل بيت بوتيجيج دور سناتور ولاية أوهايو فانس، بل قام بإطلاق لحيته ليكون أقرب شبهاً لنائب ترامب.
وقال العديد من الأشخاص المعنيين: إن خطة المعسكر الديمقراطي لمناظرة ليلة الثلاثاء تعتمد على فانس إلى حد كبير والتوجه مباشرة نحو ترامب، ولكن أيضاً الضغط على السيناتور الجمهوري لجذب الناخبين المترددين، وتحقيق الهدف الصعب دائماً المتمثل في إرضاء الجمهور الأبرز في أمريكا.
وإذا حصل الديمقراطيون على مرادهم، فمن المرجح أن ينطلق ترامب في عاصفة من الغضب بنفس السهولة التي وقع فيها عندما هاجمته هاريس في مناظرتهما. ولتحقيق ذلك سيسعى والز لمهاجمة فانس عن طريق إظهار إعجابه بـ«مشروع 2025»، وكذلك اتهامه بتسليم دماغه إلى دونالد ترامب وتبني كل أفكاره، والتي من بينها تلك المثيرة للجدل، وخصوصاً عندما تحدث عن أكل بعض المهاجرين للقطط والكلاب.
ويقول الأشخاص المعنيون: إن والز قد يحاول حتى استخدام جملة نشأت عندما كانت هاريس تستعد لمناظرة نائب الرئيس قبل انسحاب جو بايدن: سؤال فانس عن الوعود التي قطعها لترامب حتى لا يرسل الرئيس السابق حشداً غاضباً خلفه بمشنقة، كما حدث مع مايك بنس في 6 يناير.
وفي الوقت نفسه يخشى والز وفريقه من أن فانس سوف يهاجم هو الآخر بضراوة بارعة، ومن المحتمل أن يسعى لجعل المرشح الديمقراطي يبدو معتوهاً أو ثوراً هائجاً، أو حتى ليبرالياً خارج نطاق القانون.
وعلى مدى الأسابيع الستة الماضية من الظهور في الحملة الانتخابية، جعل والز هاريس تشعر بالارتياح بسبب طاقته، ثم اقترحت أن تطلق عليه لقب «المدرب» بينما كانا يستعدان لأول تجمع مشترك لهما.

ومع وجوده في مجلس النواب لمدة 12 عاماً وما يقرب من ستة أعوام كحاكم، يتمتع والز بخبرة حكومية أكبر وسجل أعمق من العديد من الرجال الذين شغلوا منصب الرئيس. لكنه يميل إلى الشعور بأنه رجل يتجول بعيون واسعة ليجد الآلاف من الناس يهتفون له ولاسمه.
ورغم أن الحاكم الذي كان حتى ستة أسابيع مضت واحداً من أكثر السياسيين الديمقراطيين الذين لا يمكن الوصول إليهم بسهولة، والذي اشتهر بأنه قليل الظهور في وسائل الإعلام، لم يتلق أسئلة من الصحفيين، ونادراً ما يأتي للدردشة بشكل غير رسمي على متن طائرة حملته الانتخابية. ورفض المساعدون طلبات إجراء مقابلة قصيرة مع العديد من الشبكات الكبرى.

والغريب أن والز لم يطلب أبداً من الأمريكيين انتخابه، بل ولا يتحدث أبداً عما سيفعله إذا أصبح نائباً للرئيس، لكنه يركز تصريحاته عن هاريس، ومدى أهمية وصولها إلى البيت الأبيض، ومدى حماسته لرؤية ما ستفعله في الوظيفة.
بالنسبة لأدريان فونتس، الديمقراطي في ولاية أريزونا، فإنه يرى والز «يجسد الأب اللاتيني الذي يحب عائلته، بل يحب العائلات بشكل عام. كما يتمتع بروح الدعابة»، وأضاف فونتيس: «إنه موجود فقط من أجل الدعم، وهو فخور جداً بنجاح الآخرين.. إن المظهر الجسدي الذي يبدو فيه وكأنه أب فخور جداً بابنته هو ما يعزز حظوظه».
ويرى مراقبون أنه مهما كان ما يفعله والز، لا أحد من موظفيه أو هاريس يعتقد أنه قادر على تحريك البوصلة كثيراً خلال مناظرة يوم الثلاثاء، ومن ثم يسعى مساعدوه إلى أن يستمر فقط في إعطاء الشعور بالبهجة والطمأنينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى