أبرز رسائل ” عيدروس الزبيدي” في الخطاب الذي ألقاه أمام حشد من المغتربين الجنوبيين في أمريكا

ألقى اللواء عيدروس الزبيدي، نائب رئيس هيئة القيادة الرئاسية، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، كلمة مليئة بالرسائل التي حملت توجيهات وإشارات متعددة، سواء للجنوبيين في المهجر أو للمجتمع الدولي، سلمت إلى مضيفه. تعكس نظرة المغتربين الجنوبيين في أمريكا وجهة نظر متكاملة لمشكلة الجنوب، حيث يتشابك البعد المحلي مع الجهود الدبلوماسية الأجنبية، والتحديات الأمنية، والأزمات الخدمية اليومية.

وأشاد الزبيدي في بداية حديثه بدور أبناء الجنوب في المهجر، معتبراً إياهم سفراء لوطنهم في دول القرار العالمي للقضية، مؤكداً أن روحهم الوطنية القوية تعزز حضورهم. قضية الجنوب في المحافل الدولية.

ويأتي هذا التأكيد ضمن استراتيجية المجلس الانتقالي لتعزيز التمثيل الخارجي للقضية الجنوبية، حيث يدرك الزبيدي أن تحقيق المكاسب السياسية والعسكرية لا يكتمل دون تفعيل الحراك الدبلوماسي الذي يعتمد على دعم أبناء المهجر. ولا تعتبر هذه الخطوة اعترافًا بأهمية الشتات الجنوبي فحسب، بل هي أيضًا دعوة للمشاركة الفعالة في النضال من أجل التحرير والاستقلال.

وأشار الزبيدي في كلمته إلى عدد من التطورات والنجاحات التي تحققت منذ لقائه الأول مع المغتربين الجنوبيين. وتحمل هذه المرجعية في طياتها رسالة اعتزاز بالإنجازات كما تمثل دافعا معنويا للمضي قدما في السياسة والمعركة العسكرية. ومن الواضح أن المجلس الانتقالي يعول على ربط ماضيه بالحاضر، مؤكدا أن الانتصارات التي حققها ليست سوى الانتصارات. بداية طريق طويل نحو الاستقلال الكامل.

وكان الجزء الأبرز من كلمة الزبيدي يتعلق بموقفه من سياسة التهدئة الإقليمية والدولية تجاه مليشيا الحوثي، ورأى الزبيدي أن هذه السياسة لم تعد صالحة وأدت إلى نتائج عكسية، داعيا إلى تحرك أمريكي أكبر. والنطاق الدولي. دعم للتعامل مع تهديدات الحوثيين.

ولم تكن هذه الانتقادات مجرد تعبير عن رفض الوضع الراهن، بل هي رسالة موجهة للمجتمع الدولي مفادها أن الجنوب والقوى المناهضة للحوثيين في المنطقة بحاجة إلى مزيد من الدعم الفعال، في رأي الحوثيين، الدعم الإيراني يشكل تهديدا. ولا يقتصر التهديد على اليمن فحسب، بل يتسع ليشمل التجارة العالمية والأمن الإقليمي، وخاصة في البحر الأحمر.

ودعا الزبيدي إلى اعتماد استراتيجية شاملة وتشاركية تضم قوى دولية وإقليمية ومحلية لمواجهة الحوثيين، مؤكدا أن الميليشيا لا تفهم إلا لغة القوة. وتعكس هذه الدعوة رؤية المجلس الانتقالي للقيام بدور ريادي في مواجهة التهديد الحوثي، ويسعى إلى حشد التحالفات الدولية لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

ومن الواضح أن خطاب الزبيدي يتجاوز الجغرافيا اليمنية ليطرح القضية الجنوبية ضمن التحديات الإقليمية والدولية، محاولاً جذب انتباه القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة للمشاركة بفعالية في مواجهة التهديد الحوثي.

ورغم تركيزه على القضايا الأمنية والدولية، إلا أن الزبيدي لم يهمل الجانب الداخلي، حيث أكد التزام المجلس الانتقالي بمعالجة الأزمات الملحة التي تواجه المواطنين، وفي مقدمتها تردي الخدمات وتصاعد المعاناة اليومية.

كما أكد الزبيدي أهمية إصلاح وتطوير المؤسسات العسكرية والأمنية في الجنوب، مشددا على ضرورة توحيدها وزيادة قدراتها لمواجهة التحديات. ويعكس هذا التأكيد إدراك المجلس أن القوة الجنوبية لا تأتي من الخارج وحده، بل تبدأ ببناء الداخل وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

وفي ختام حديثه دعا الزبيدي الجنوبيين في المهجر إلى الاستمرار في دعم وطنهم الأم وأن يكونوا خير سفراء له في الخارج. وتؤكد هذه الرسالة رؤية المجلس الانتقالي المتكاملة، حيث يلتقي الداخل بالخارج، وتندمج الدبلوماسية مع العمل الميداني لتحقيق أهداف التحرير والاستقلال.

يُشار إلى أن خطاب الزبيدي كان شاملاً ومتوازناً، فجمع بين التحديات الأمنية الكبرى والتحديات الخدمية اليومية، وأكد على أهمية الوحدة الوطنية والعمل المشترك بين داخل البلاد وخارجها، كما وضع القضية الجنوبية في إطارها الدولي. داعياً إلى دعم أوسع للتعامل مع تهديدات الحوثيين.

وأظهر الزبيدي في كلمته وعي قيادته بالأبعاد المحلية والإقليمية والدولية للأزمة، مؤكدا أن المجلس الانتقالي يواصل نضاله السياسي والعسكري لتحقيق أهداف شعب الجنوب في الحرية والاستقلال.

انضم إلى قناة المتن الإخبارية على التليجرام وتابع أهم الأخبار في الوقت المناسب https://t.me/matnnews1

Exit mobile version