أوزبكستان.. إبحار في تاريخ طشقند وسمرقند وبخارى
أوزبكستان، وجهة سياحية بارزة تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، وبفضل ما تتمتع به من مزيج فريد بين التاريخ العريق، والثقافة الغنية، والطبيعة الخلابة.
تعتبر أوزبكستان إحدى أهم الوجهات السياحية في آسيا الوسطى، حيث تحتضن مجموعة مذهلة من المدن التاريخية، التي تروي حكايات الحضارات القديمة. وما يجعلها وجهة فريدة من نوعها، هو أنها كانت واحدة من أبرز المحطات على طريق الحرير القديم، وهو الطريق الذي ربط الشرق بالغرب وكان حلقة وصل مهمة للتجارة والثقافة.
تقدم مدن مثل طشقند، وسمرقند، وبخارى، وخوارزم مزيجاً من الفن المعماري الإسلامي، والأسواق التقليدية، والمعالم الأثرية، التي لا مثيل لها في أي مكان آخر.
طشقند الحداثة والتاريخ
طشقند، عاصمة أوزبكستان، تعتبر بوابة الدخول الرئيسية إلى هذا البلد الرائع، المدينة تتمتع بتوازن مذهل بين الحداثة والعراقة، حيث تجد ناطحات السحاب والمباني الحديثة بجانب الأسواق التقليدية والمساجد التاريخية.
وفي 2019، دشنت «فلاي دبي» رحلاتها المنتظمة بين دبي والعاصمة الأوزبكية طشقند، لتكون بذلك أول ناقلة من الإمارات توفر رحلات مباشرة إلى أوزبكستان.
ساحة أمير تيمور
هناك عدد من الحدائق الجميلة حول طشقند، ولكن ربما يكون الأكثر إثارة للاهتمام هو ساحة أمير تيمور، وهي مساحة خضراء في وسط المدينة مع الكثير من المعالم المثيرة للاهتمام، التي يمكن رؤيتها من داخل الساحة، يوجد في الوسط تمثال برونزي كبير لأمير تيمور الأب المؤسس لأوزبكستان، في الزاوية الشمالية الشرقية توجد الهندسة المعمارية الحديثة الفريدة لمتحف أمير تيمور، الذي يضم الكثير من اللوحات والعناصر من القرن الرابع عشر، عندما حكم أمير تيمور البلاد.
ويعد ميدان الاستقلال من أبرز معالم المدينة، وهو مركز الحياة السياسية والثقافية في أوزبكستان. تحيط به حديقة واسعة تضم نصباً تذكارية، كما يُعتبر متحف الفنون التطبيقية ومتحف أمير تيمور وجهتين بارزتين للسياح الراغبين في معرفة المزيد عن تاريخ أوزبكستان وثقافتها.
ولا يمكن تجاهل زيارة بازار تشورسو، وهو واحد من أقدم وأكبر الأسواق التقليدية في المدينة، حيث يمكن شراء السجاد الأوزبكي الفاخر، ومنتجات الحرف اليدوية، والتوابل المحلية.
من الوجهات الحديثة التي أضيفت إلى طشقند، مركز «طشقند سيتي مول»، يتكون المركز من خمسة طوابق تضم متاجر متنوعة، مطاعم، مقاهي، ومناطق ترفيهية ورياضية، ما يجعله وجهة سياحية حديثة تجذب الزوار المحليين والدوليين.
سمرقند جوهرة الحرير
وتحتفل «فلاي دبي» بالذكرى الثانية على إطلاق رحلاتها إلى سمرقند في 20 سبتمبر/ أيلول 2022، وعلى الرغم من حداثة هذا الخط، إلا أن الناقلة سجلت أكثر من 90 ألف مسافر، استخدم جزء منهم دبي محطة للوصول إلى أسواق أخرى في المنطقة.
وسمرقند هي واحدة من أقدم المدن في العالم، وتُعد وجهة لا غنى عنها لأي زائر يهتم بالتاريخ والحضارات القديمة، يعود تاريخها إلى أكثر من 2500 عام، وكانت مركزاً رئيسياً للتجارة والثقافة، خلال حقبة طريق الحرير.
أهم ما يميز المدينة هو ميدان ريجستان، الذي يُعتبر من أروع المعالم المعمارية في العالم، يتكون الميدان من ثلاث مدارس إسلامية تعود إلى القرنين الخامس عشر والسابع عشر، وتتميز بزخارفها الهندسية الفريدة وألوانها الزاهية، التي تعكس فن العمارة الإسلامية بأبهى صورة.
ضريح الأمير تيمور (غور أمير) هو موقع آخر لا يمكن تفويته، يلفت الأنظار بقبته الزرقاء والزخارف المعقدة التي تزين جدرانه الداخلية والخارجية، ما يجعله أحد أروع الأمثلة على الفن المعماري الإسلامي في المنطقة.
ومرصد أولوغ بيك هو من بين أبرز المعالم العلمية التاريخية في سمرقند، أولوغ بيك، الذي كان عالماً فلكياً بارزاً، بنى هذا المرصد في القرن الخامس عشر، وأجرى فيه العديد من الاكتشافات الفلكية المهمة.
شاه زنده هو مجموعة من الأضرحة، التي تضم قبور العائلات الملكية والعلماء، وتعتبر واحدة من أجمل المواقع التاريخية في آسيا الوسطى.
مجمع سمرقند
يوفر مجمع سمرقند طريق الحرير السياحي 8 فنادق ومركز مؤتمرات دولياً ومركز معارض و14 فيلا، بالإضافة إلى بحيرة اصطناعية وأماكن عامة وحدائق ومناطق ترفيهية ورياضية ومطاعم ومقاهي ومواقع ثقافية مهمة، يجمع هذا المشروع الحديث، مجالات موضوعية مختلفة في مجموعة معمارية واحدة فريدة من نوعها لمنطقة آسيا الوسطى بأكملها، فعلى أرض مساحتها 17 هكتاراً، أُعيد إنشاء نموذج حقيقي للمدينة القديمة، إذ يتمكن الضيوف من لمس تاريخ وتقاليد أراضي وشعوب أوزبكستان.
الطعام الأوزبكي
الطعام هو جزء أساسي من تجربة السفر في أوزبكستان، فالمطبخ الأوزبكي يتميز بتنوعه ونكهاته الغنية، ومن أشهر الأطباق، شاشليك: قطع لحم مشوية على أسياخ، تعتبر جزءاً رئيسياً من المأكولات الشعبية، وسامسا: فطائر محشوة تُشبه السمبوسة، إلا أنها تُخبز في الفرن وتكون أكثر نعومة. ومانتي: زلابية محشوة باللحم والخضروات وبلوف: طبق الأرز التقليدي الذي يُعد مع لحم الضأن أو البقر، وتُعتبر سمرقند من أشهر المدن التي تقدمه بنكهة خاصة.
سهولة الوصول
تشغل «فلاي دبي» رحلتين يوميتين إلى طشقند ورحلة يومية إلى سمرقند، لتجعل السفر إلى أوزبكستان سهلاً ومريحاً، ولعبت هذه الخطوة دوراً حيوياً في تعزيز مكانة أوزبكستان كوجهة سياحية مهمة للمسافرين من منطقة الخليج، وسهلت الوصول من دولة الإمارات وخاصة دبي، وتوفر هذه الرحلات فرصاً غير مسبوقة للزوار لاكتشاف الجمال الخلاب والتاريخ العريق لهذا البلد دون عناء الرحلات الطويلة.
وأسهمت الرحلات المباشرة، في تسهيل الوصول إلى أوزبكستان، لتصبح وجهة أكثر قرباً فالرحلات اليومية المنتظمة تجعل من اكتشاف الجمال التاريخي والثقافي لهذا البلد أمراً يسيراً سواء كنت تسافر لأغراض سياحية أو عمل، ستجد أن أوزبكستان توفر تجربة لا تُنسى.
وأوزبكستان تُعد وجهة مثالية للباحثين عن مزيج من التاريخ العريق، الثقافة الغنية، والطبيعة الخلابة، من طشقند العصرية إلى سمرقند الساحرة وبخارى التاريخية، تقدم أوزبكستان تجربة سفر فريدة ومملوءة بالاستكشاف.