تقديم رؤية واضحة وقوية.. كيف نجح الزُبيدي في خطابه الأخير أمام مجلس الأمن الدولي؟

تمكن اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، في خطابه الأخير أمام مجلس الأمن الدولي من تقديم رؤية واضحة وقوية تعكس تطلعات شعب الجنوب. وضرورة تحقيق العدالة واستعادة حالة الجنوب وإحلال السلام في المنطقة.

وجاء هذا الخطاب في إطار سعي المجلس الانتقالي المستمر لإيصال قضية شعب الجنوب إلى الممرات الدولية وإشراك المجتمع الدولي في البحث عن حلول شاملة للصراع في البلاد.

ومنذ بداية حديثه انتقد الزبيدي بشكل صريح مجلس الأمن والمجتمع الدولي لعدم وجود إرادة سياسية حقيقية لديهما لإنهاء الصراع في اليمن، مؤكدا أن هذا التقاعس ساهم في تفاقم الأوضاع وزيادة المعاناة الإنسانية في اليمن. الجنوب.

وتعكس هذه الرسالة القوية وعي القيادة الجنوبية بعواقب الصراع المستمر وتركيزها على حث المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات فعالة وجادة.

وتحدث الزبيدي عن معاناة الأهالي نتيجة الصراع خاصة مع تصاعد هجمات ميليشيا الحوثي الإرهابية التي تهدد الأمن البحري والتجارة الدولية.

وهكذا تمكن الزبيدي من ربط الصراع الداخلي بتداعياته على الأمن الإقليمي والدولي، وهو ما يعزز ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإنهاء هذا الصراع. كما لفت إلى الأثر الإنساني الذي يعيشه المدنيون، خاصة النساء والأطفال، نتيجة ممارسات وانتهاكات مليشيا الحوثي الإرهابية، مشددا على ضرورة تضافر الجهد الدولي لوقف هذه الممارسات.

وما يميز كلمة الزبيدي هو طرحه لرؤية شاملة للخروج من الأزمة، حيث طرح خطوات واضحة وواقعية تبدأ بمواجهة ميليشيا الحوثي الإرهابية باعتبارها تهديدا للأمن العالمي من خلال تعزيز دور الرئاسة اليمنية. مجلس الحكم وإنهاء الحاجة إلى معالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية المتدهورة. وتعكس هذه الرؤية النضج السياسي والاستراتيجي للبلاد، حيث ركز الرئيس الزبيدي على ضرورة خلق عملية سياسية شاملة تشمل كافة اليمنيين. الأطراف، بما فيها من الجنوب، وبرعاية دولية وإقليمية.

ومن أهم المواضيع التي تناولها الزبيدي في خطابه مشكلة شعب الجنوب. وأشار الزبيدي إلى أن الجنوب مهمش منذ فترة طويلة، رغم أنه جزء لا يتجزأ من الحل السياسي. وشدد الرئيس على ضرورة وجود إطار تفاوضي للجنوب، على النحو المتفق عليه في مشاورات مجلس التعاون الخليجي الرياض 2022، ونجح في تحديد مطالب شعب الجنوب على طاولة المفاوضات الدولية. وهذا يعكس نجاح المجلس الانتقالي في إسماع صوته في المنابر الدولية وفي خلق الاعتراف بضرورة معالجة مشكلة شعب الجنوب ضمن الحل الشامل للأزمة في البلاد.

وفي خطوة أخرى تعكس انفتاح المجلس الانتقالي على مختلف شرائح المجتمع، أكد الرئيس الزبيدي على ضرورة تمثيل أصوات الشباب والنساء والأقليات في العملية السياسية. وينسجم هذا الاقتراح مع المبادئ الدولية لتحقيق السلام المستدام، حيث إن إشراك هذه المجموعات يضمن أن يكون الحل السياسي شاملا ويأخذ في الاعتبار تطلعات مختلف شرائح المجتمع.

ويمكن القول إن خطاب الزبيدي كان علامة فارقة مهمة في مسار القضية الجنوبية، حيث نجح في وضع تطلعات شعب الجنوب في قلب المناقشات الدولية. ولم يقتصر حديثه على الحديث عن معاناة الجنوب، بل طرح حلولاً واقعية وشاملة تساهم في إحلال السلام في البلاد والمنطقة، مشدداً على ضرورة وجود إطار تفاوضي للجنوب وإشراك الفئات المهمشة. ووجه الزبيدي رسالة واضحة للمجتمع الدولي مفادها أن الجنوب لن يكون جزءا من المشكلة بل شريكا في الحل.

نجاح الزبيدي في إيصال صوت شعب الجنوب إلى المجتمع الدولي يعزز مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة فاعلة على الساحة السياسية في الداخل والخارج ويؤكد أن قضية شعب الجنوب لا يمكن ويجب تجاهلها في أي حل دائم للصراع في البلاد.

انضم إلى قناة المتن الإخبارية على التليجرام وتابع أهم الأخبار في الوقت المناسب https://t.me/matnnews1

Exit mobile version