أخبار العالم

إسرائيل تقصف مقر قيادة «حزب الله» بسلسلة غارات غير مسبوقة

بيروت: «الخليج»، وكالات
كثفت إسرائيل، أمس الجمعة، غاراتها الجوية على عشرات القرى والمدن اللبنانية، مخلفة المزيد من القتلى والجرحى بين المدنيين، كما شنت سلسلة غارات غير مسبوقة على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت ما وصفته بأنه مقر القيادة المركزية ل«حزب الله»، وأعلنت حالة التأهب القصوى تحسباً لسقوط مئات الصواريخ، وعادت إلى التلويح مجدداً بالحرب البرية، لكنها ستكون «أقصر» ما يمكن، وفق مسؤول أمني إسرائيلي، في ما شدد وزير الجيش الإسرائيلي على استمرار العمليات العسكرية ضد لبنان حتى تحقيق الهدوء في الشمال، في حين وسع «حزب الله» دائرة استهدافاته وأطلق عشرات الصواريخ على مستوطنات بعيدة عن الحدود اللبنانية، إضافة إلى مدينة طبريا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء، أمس الجمعة، أنه نفذ ضربة على المقر المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري في بيان متلفز: «إن الجيش نفذ ضربة دقيقة على المقر المركزي ل«حزب الله» في الضاحية». وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أن المستهدف في هذه الغارات هو أمين عام الحزب حسن نصر الله، وفي هذا الصدد، نقلت وكالتا «رويترز» و«فرانس برس» عن مصدر مقرب من «حزب الله» أن نصر الله على قيد الحياة. ومن جانبها، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن طائرات إسرائيلية شنّت سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، تردد صداها في العاصمة ومحيطها.
وكانت المقاتلات الإسرائيلية شنت عشرات الغارات الجوية المتتالية على الجنوب والبقاع وجبل لبنان شملت منطقة الكحالة، وأغارت الطائرات على مدينة بعلبك وعلى بلدات عدة في المنطقة، وبلدات أخرى في قضاءي زحلة والبقاع الغربي، شرقي لبنان، كما استهدفت عشرات البلدات في أقضية صيدا وصور وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا وجزين جنوبي لبنان.
ومن جهته، قال مسؤول أمني إسرائيلي، أمس الجمعة: «أن أي عملية برية قد تنفذها القوات الإسرائيلية ضد «حزب الله» في لبنان ستكون «أقصر» ما أمكن، وقال المسؤول للصحفيين طالباً عدم كشف اسمه: «سنحاول تنفيذها بأقصر وقت ممكن»، مضيفاً: «أعتقد أننا نعد لذلك كل يوم، ومن المؤكد أن هذه الوسيلة في متناولنا»، وبحسب المسؤول فإن الضربات الإسرائيلية قتلت العديد من مقاتلي «حزب الله» وقلصت بشكل كبير من القدرات العسكرية للحزب. وتابع: «أعتقد أنهم فقدوا الكثير من القدرات»، وبحسب هذا المسؤول فإن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة». من جانب آخر، أكد وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت استمرار العمليات العسكرية ضد لبنان حتى تحقيق الهدوء في الشمال. ونقلت القناة ال13 الإسرائيلية عن غالانت تأكيده، خلال زيارة أجراها لصفد، مواصلة الجيش الإسرائيلي استهداف حزب الله حتى تحقيق الهدوء في شمال إسرائيل.
من جانبه، أعلن «حزب الله» تنفيذ عدة عمليات استهدفت مدينة طبريا على دفعتين ومستوطنتي كريات آتا وإيلانيا، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي أن مسيّرات وصواريخ دخلت الأجواء الإسرائيلية من لبنان.
وفي وقت مبكر من صباح أمس الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخاً أطلق من اليمن بعد سماع دوي صفارات الإنذار وانفجارات، ولاحقاً أعلن الحوثيون أنهم استهدفوا إسرائيل بإطلاق صاروخ باليستي صوب تل أبيب وطائرة مسيرة صوب عسقلان تضامناً مع غزة ولبنان.
وفي الأثناء، قال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض: «إن 25 شخصاً قتلوا في غارات إسرائيلية على لبنان منذ الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، كما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 92 وجرح 153 في الغارات الإسرائيلية خلال الساعات ال24 الماضية»، وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأمريكية: «إن أكثر من 40 عاملاً في مجال الرعاية الصحية قتلوا في هجمات هذا الأسبوع، وأوضح أن سيارات الإسعاف تتعرض لاستهداف مباشر، مؤكداً أنها يجب أن تتمتع بالحماية بموجب القانون».
قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الجمعة: «إن أكثر من 30 ألفاً، معظمهم سوريون، عبروا من لبنان إلى سوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية»، وقال جونزالو فارجاس يوسا ممثل المفوضية في سوريا: «إن نحو 80% ممن يعبرون الحدود سوريون ونحو 20% لبنانيون»، وأضاف: «إن نصفهم أطفال وقصر تقريباً وأن عدد من يعبرون من الرجال أقل من النساء»، وتابع قائلاً في مؤتمر صحفي: «يعبرون من دولة في حرب لدولة تواجه أزمة منذ 13 عاماً»، ووصف ذلك بأنه خيار بالغ الصعوبة.
إلى ذلك، حضت اليابان رعاياها على مغادرة لبنان وقررت إرسال طائرات عسكرية لاحتمال إجلائهم، كما أعلنت الحكومة، أمس الجمعة. وقال الأمين العام للحكومة اليابانية يوشيماسا هاياشي: «نحن ندرس حالياً سلامة الرعايا اليابانيين المقيمين في لبنان ونحضهم كذلك على مغادرة هذا البلد طالما ما تزال الرحلات التجارية المنتظمة في الخدمة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى