أخبار العالم

إسرائيل تكثّف غاراتها وتهجّر عشرات الآلاف في لبنان

بيروت: «الخليج»، وكالات
كثفت إسرائيل، أمس الثلاثاء، غاراتها على لبنان وشنت طائراتها الحربية عشرات الغارات الجديدة، واستهدفت مجدداً قيادياً ميدانياً في الضاحية الجنوبية لبيروت، موقعة المزيد من القتلى والجرحى، ليرتفع عدد ضحايا الغارات الأخيرة إلى 564 قتيلاً وأكثر من 1850 جريحاً، كما تسببت بنزوح عشرات الآلاف، فيما وسع «حزب الله» من دائرة واستهداف قواعد عسكرية ومطارات حربية بصواريخ جديدة، في وقت تكثفت الدعوات الدولية المطالبة بوقف التصعيد والمحذرة من توسيع رقعة الحرب.
وجدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إصراره على مواصلة الهجوم ضد «حزب الله» في لبنان. وقال «سنواصل ضرب حزب الله. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، في وقت سابق، أنه يواصل استهداف أهداف ل«حزب الله»في جنوب لبنان، وأنه اعترض عدداً من الصواريخ التي أطلقت باتجاه الجليل الأسفل.
كما أعلن عن شن غارة جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت قيادياً ميدانياً في«حزب الله»، مشيراً إلى أنه تم اغتيال مسؤول منظومة الصواريخ في الحزب إبراهيم قبيسي.
من جانبه، أعلن «حزب الله» أنه شن سلسلة هجمات على أهداف عسكرية إسرائيلية شملت مصنع متفجرات على بعد 60 كيلومتراً داخل إسرائيل بوابل من صواريخ «فادي 3» التي لم تستخدم من قبل. وأوضح أنه هاجم المصنع ومطار مجدو العسكري وقاعدة شمشون بصواريخ فادي 3 أكثر من مرة. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أنه تم إطلاق 105 صواريخ على مناطق في شمال إسرائيل عقب قصف الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي الأثناء، أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه منذ فجر الاثنين إلى 564 قتيلاً غالبيتهم «من العزل الآمنين»، وأكثر من 1850 جريحاً، موضحاً أنه بين القتلى 50 طفلاً و94 امرأة.
وأشير في هذا السياق إلى نزوح عشرات الآلاف جراء الغارات الإسرائيلية على الجنوب والمناطق الأخرى، كما اجتاز المئات الحدود من لبنان عبر معبري القصير شرقاً والدبوسية شمال البلاد، هرباً من القصف الإسرائيلي.
وأعربت الأمم المتحدة، عن «قلقها البالغ» حيال هذا التصعيد، مؤكدة أن «عشرات آلاف» الأشخاص نزحوا جراء الغارات الإسرائيلية. وقال ماثيو سالتمارش متحدثاً باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين خلال مؤتمر صحفي في جنيف: «نحن قلقون للغاية للتصعيد الخطير للهجمات الذي شهدناها. لقد أجبر عشرات آلاف الأشخاص على مغادرة منازلهم الاثنين والليلة الماضية، وعددهم يزداد باستمرار». كما دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» أيضاً «بشكل عاجل إلى وقف التصعيد الفوري».
ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك جميع الدول والأطراف ذات النفوذ في الشرق الأوسط، أو أي مكان آخر إلى العمل على تجنب المزيد من التصعيد في لبنان.
ومن جانبه، حث جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي، أمس، الأمريكيين الموجودين في لبنان على المغادرة الآن.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان-نويل بارو أن بلاده طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن هذا الأسبوع، لبحث الوضع في لبنان. وقال الوزير في الأمم المتحدة بنيويورك إنّ «فرنسا تدعو الأطراف وأولئك الذين يدعمونهم إلى وقف التصعيد وتجنّب اندلاع حريق إقليمي سيكون مدمّراً للجميع، بدءاً بالسكان المدنيين. لهذا السبب، طلبتُ عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن لبنان هذا الأسبوع». كما حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أنّ النزاع المستعر بين إسرائيل وحزب الله يهدد بإغراق الشرق الأوسط برمّته في «حرب شاملة».
في غضون ذلك، توالت الدعوات العربية والدولية المطالبة بوقف التصعيد وعدم الانجرار إلى توسيع رقعة الحرب، وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، أمس إن المجتمع الدولي«يجب ألا يسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى»، مضيفاً أنه «لا يمكن لحزب الله أن يواجه بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزودها الإمدادات دول غربية ودول أوروبية والولايات المتحدة».
وأكّدت السعودية أنها تتابع ب«قلقٍ بالغ» التطورات في لبنان، كما جدّدت تحذيرها من «خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة».
من جانبه، حذّر الكرملين من «زعزعة كاملة لاستقرار» الشرق الأوسط جراء التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله». وندّد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمام نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب ب«الهجمات العشوائية» الإسرائيلية التي استهدفت المدنيين، مؤكداً دعم الصين للبنان. كما دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى ضبط النفس وخفض التصعيد، مشدداً على ضرورة تراجع الطرفين عن حافة الهاوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى