500 قتيــــل بأعنــــف هجــــوم إسرائيلــــي علــى لبنـــــان منــــذ 2006

بيروت: «الخليج»، وكالات
عبرت دولة الإمارات عن قلقها البالغ من الهجمات التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان، وكذلك من استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة. ودعت وزارة الخارجية في بيان لها إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف القتال لمنع سفك الدماء، وأن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية. كما أكدت الوزارة موقف دولة الإمارات الثابت في رفض العنف والتصعيد والفعل وردود الفعل غير المحسوبة، دون أدنى اعتبار للقوانين التي تحكم علاقات الدول وسيادتها، والتي تعقد الموقف وتزيد من مخاطر عدم الاستقرار، مشددة على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد.
ووسعت إسرائيل، أمس الاثنين، دائرة النار لتشمل مختلف أنحاء لبنان في يوم هو الأعنف والأكثر دموية منذ بدء الحرب على قطاع غزة والأكثر حصيلة للضحايا منذ حرب 2006، وشنت طائراتها الحربية مئات الغارات الجوية على ما وصفته بأهداف تابعة لـ«حزب الله» مخلفة نحو 500 قتيل، وأكثر من 1645 جريحا ودماراً هائلاً في القرى والبلدات اللبنانية، ونزوح آلاف العائلات، وذلك قبل أن تنفذ لاحقاً غارة جديدة على الضاحية الجنوبية استهدفت قيادياً في حزب الله، الذي وسع بدوره دائرة الرد لتشمل قواعد ومقار وأهدافاً عسكرية إسرائيلية حساسة بعشرات الصواريخ ضمن مديات تجاوزت 100 كيلومتر وصولاً إلى صفد وطبريا والناصر وحيفا والكرمل وشمال الضفة الغربية وامتداداً إلى الجولان السوري المحتل. 
واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى ومخططاً يهدف الى تدمير القرى والبلدات اللبنانية والقضاء على كل المساحات الخضراء، مندّداً بما وصفه بمخطط تدميري لبلاده حيث وضعت المستشفيات في حالة تأهب في مواجهة تدفق المصابين فيما أغلقت المدارس ليومين في كل لبنان.
وخلال النهار واصلت حصيلة القتلى والجرحى الارتفاع. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية، مساء أمس، ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية على مناطق في جنوب لبنان والبقاع وبعلبك، إلى 492 حالة وفاة، وإصابة و1645 جريحاً.
وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس أبيض أنّه خلال الحرب المدمرة التي خاضها حزب الله وإسرائيل صيف 2006، أصيب ما بين عشرة آلاف و11 ألف شخص، بينما «نحن في أقل من أسبوع، أصبح العدد قريباً من خمسة آلاف جريح»، معتبراً أن ذلك يُظهر التوحش والعدوانية لدى إسرائيل.
ومن جهته، أعلن وزير التربية والتعليم العالي في لبنان عباس الحلبي إغلاق المدارس والمعاهد والمدارس المهنية والتقنية الرسمية والخاصة في مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه تتعرض لغارات إسرائيلية كثيفة، إضافة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت.
ومساء استهدفت غارة إسرائيلية ضاحية بيروت الجنوبية قائد جبهة جنوب لبنان في حزب الله علي كركي، من دون أن يتضح مصيره بعد، وفق ما أكد مصدر مقرب من الحزب، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة محددة الهدف.
وكان سكان في بيروت ومناطق أخرى بينها جنوب لبنان تلقوا اتصالات أمس الاثنين عبر الهواتف الثابتة والنقالة مصدرها إسرائيل، يُطلب فيها منهم إخلاء أماكن وجودهم، وفق الوكالة الوطنية.
من جهته، ادعى الجيش الإسرائيلي أنه شن 1100 غارة استهدفت نحو 1300 هدف لحزب الله. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش يقوم بتغيير التوازن الأمني في شمال إسرائيل، حيث يبدي تصميماً على إعادة السكان الذين نزحوا هرباً من القصف المتبادل عبر الحدود. 
وشدّد نتنياهو على أن إسرائيل لا تنتظر التهديد، بل تستبقه. وكان وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت ناقش أمس الاثنين مع نظيره الأمريكي لويد أوستن الهجمات العسكرية على حزب الله. 
أما حزب الله فأعلن، أمس الاثنين، أنه قصف قاعدة إسرائيلية غرب طبريا ومقراً عسكرياً بعشرات الصواريخ، لافتاً إلى أنه استهدف المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا ومقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف. 
وكان الحزب أعلن في وقت سابق أمس الاثنين، قصف ثلاثة أهداف في شمال إسرائيل. وأوضح الحزب في بيان أنه قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ. وكان حزب الله أطلق رشقة صاروخية جديدة نحو حيفا وشفا عمرو والكرمل. ووثق مقطع فيديو لحظة إطلاق الرشقة الصاروخية التي استهدفت حيفا.

Exit mobile version