أخبار العالم

لبنان وغزة يهيمنان على خطابات القادة في الجمعية العامة

هيمنت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان، أمس الثلاثاء، على خطابات قادة الدول والقادة السياسيين في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في خطابه أمام الجمعية العامة، من أن «لبنان على حافة الهاوية»، معرباً عن مخاوفه من أن يصبح هذا البلد «غزة أخرى». وقال غوتيريش أمام قادة 193 دولة مجتمعين في نيويورك: إن «غزة كابوس دائم يهدد بجر المنطقة برمتها إلى الفوضى، بدءاً بلبنان. لا يمكن للشعب اللبناني والشعب الإسرائيلي وشعوب العالم أن يسمحوا بأن يصبح لبنان غزة أخرى». وأضاف «يجب أن نشعر جميعاً بالقلق إزاء هذا التصعيد. لبنان على حافة الهاوية».
على نطاق أوسع، اعتبر غوتيريش أن «العالم عالق في دوامة» حيث تتفاقم الانقسامات الجيوسياسية و«تشتعل الحروب من دون أن نعرف كيف ستنتهي». وأضاف «نتجه مباشرة نحو ما لا يمكن تصوره، نحو برميل بارود يهدد بإشعال العالم». وقال: «لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو»، معتبراً أن الإفلات من العقاب السائد في العالم تسبب بهذا الوضع.
وأضاف: «إن مستوى الإفلات من العقاب في العالم لا يمكن الدفاع عنه على المستوى السياسي وهو غير مقبول أخلاقياً. واليوم، تشعر عدد متزايد من الحكومات بحقها في الاستفادة، كما (في لعبة) مونوبولي، من بطاقة (أنت محرر من السجن)». وتابع، «يمكنهم أن يدوسوا القانون الدولي. يمكنهم أن ينتهكوا ميثاق الأمم المتحدة. يمكنهم أن يتجاهلوا الاتفاقات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان أو قرارات المحاكم الدولية. يمكنهم الاستهزاء بالقانون الإنساني الدولي. يمكنهم غزو بلد آخر، تدمير مجتمعات بأكملها أو تجاهل رفاه شعوبهم بالكامل، من دون أن يحدث أي شيء».
من جهة أخرى، حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن من «حرب شاملة» في الشرق الأوسط، داعياً إلى إيجاد حلول دبلوماسية لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة. وقال بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: إن اندلاع «حرب شاملة لا يصب في مصلحة أي طرف. رغم تدهور الوضع، إلا أن التوصل إلى حل دبلوماسي ما زال ممكناً». وأضاف في إطار تعليقه على التصعيد في لبنان «في الواقع، ما زال هذا الطريق الوحيد باتّجاه أمن دائم للسماح لسكان البلدين بالعودة إلى منازلهم عند الحدود بسلام. وهذا ما نعمل بلا كلل لتحقيقه».
وأكد بايدن بأنه ما زال يسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يضع حداً للنزاع المتواصل منذ عام في غزة. وقال بايدن «طرحت مع قطر ومصر اتفاقاً لوقف إطلاق النار وللرهائن. دعمه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. حان الوقت للأطراف المعنية لإنجاز بنوده».
وشدد الرئيس الأمريكي على أهمية إيقاف العنف ضد الفلسطينيين الأبرياء في الضفة الغربية وتهيئة الظروف لمستقبل أفضل لهم، بما في ذلك حل الدولتين وقال: إن التقدم نحو السلام سيضعنا في موقف أقوى للتعامل مع التهديدات المستمرة.
وحول السودان عزا الرئيس الأمريكي الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم التي يعيشها السودان إلى الحرب الدائرة به وألمح إلى المحادثات الدبلوماسية التي قادتها بلاده مع شركائها المعنيين، لمحاولة إسكات البنادق وتجنب المجاعة على نطاق أوسع في أنحاء السودان.
ومن جانبه، استبعد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إمكانية تحوّل بلاده إلى «وطن بديل» للفلسطينيين، محذّراً من أن تهجيرهم قسرياً من قبل إسرائيل سيشكّل «جريمة حرب».
وندد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بمن وصفهم ب«المتطرفين الذين يروجون باستمرار لفكرة الأردن كوطن بديل»، مؤكداً أن «هذا لن يحدث أبداً. ولن نقبل أبداً بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهو جريمة حرب».
ودعا الملك المجتمع الدولي إلى تبني آلية لحماية الفلسطينيين «في جميع الأراضي المحتلة»، مضيفاً أن «من شأن ذلك توفير الحماية للفلسطينيين والإسرائيليين من المتطرفين الذين يدفعون بمنطقتنا إلى حافة حرب شاملة».
وبدوره، اتّهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بجر المنطقة بأكملها «إلى الحرب» بعد سلسلة هجمات نفّذتها ضد «حزب الله» في لبنان.
وتساءل أردوغان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «ما الذي ما زلتم بانتظاره لوقف شبكة المجازر التي تعرّض حياة مواطنيها للخطر إلى جانب الشعب الفلسطيني وتجرّ المنطقة بأكملها إلى الحرب من أجل تحقيق أهدافها السياسية؟».
وفي السياق نفسه، حذر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، من خطورة الامتداد الجاري للحرب في قطاع غزة إلى لبنان، وقال في كلمته: إن الصراع في قطاع غزة يمتد إلى لبنان «على نحو خطر»، ودعا إلى وقف إطلاق النار. (وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى