أخبار العالم

حلم رواد الأعمال نجاح واقعي على أرض الإمارات

بيشوب استقر في الإمارات منذ 1996 قبل أن يؤسس «بيشوب ديزاين»
توفير منصات تتيح للفنانين المحليين والعالميين عرض أعمالهم
الإمارات برزت عالمياً بتصاميم السيارات عبر احتضان «دبليو موتورز»
دبي: «الخليج»
يوفر التطور السريع لدولة الإمارات، مدفوعاً بطموحات قيادتها الداعمة للنمو، وشعبها ومجتمعها الخلَّاق، أرضاً خصبة للمبدعين من المنطقة وكل أنحاء العالم، لصياغة واقع استثنائي، بتحويل أحلامهم، والقصص التي لطالما لم تخرج عن نطاق خيالهم وطموحاتهم، إلى واقع ملموس، وهو ما تعكسه الحملة الإعلامية العالمية التي أطلقتها دولة الإمارات تحت شعار «استثمر في الإمارات»، التي تجوب مدناً عالمية مثل كان وميونيخ وباريس ولندن وزيوريخ وجنيف ونيويورك، وتستهدف رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الواعدة حول العالم، للقدوم إلى الإمارات والاستثمار فيها وتحويل أفكارهم إلى واقع.
وتتعدد الحقائق والإحصاءات والقصص التي تسردها الحملة التي جاءت مصحوبة بإطلاق منصة «Invest.ae» لتقدم أهم المعلومات والحقائق والمقومات الاستثمارية التي توفرها دولة الإمارات لرواد الأعمال، فيما جاءت انطلاقتها عبر رسالة من النجم العالمي إدريس إلبا، يدعو فيها المبتكرين والمبدعين والمستثمرين حول العالم إلى الاستثمار في الإمارات، والاستفادة من البيئة الاقتصادية المتكاملة والإمكانات القوية التي تحظى بها الدولة والتي جعلتها الوجهة الأكثر جذباً للمواهب في العالم.

مركز للإبداع والابتكار

عندما جاء بول بيشوب إلى دبي في العام 1996، وجد في هذه المدينة ما يشبه لوحة فنية بكراً تنتظر أنامل من يستطيع ترجمة الأفكار الخلاقة إلى لوحات. واليوم، تشير مسيرته بصفته مؤسس «بيشوب ديزاين»، إلى أنه تمكن من القيام بدور محوري في تشكيل مشهد التصميم في الإمارات، وتحويلها إلى مركز للإبداع والابتكار.
الرحلة التي سلكها بيشوب منذ أن حطّ رحاله في دولة الإمارات إلى أن أصبح اسماً لامعاً، تؤكد أنه أبدع في تصميم بعض أكثر المساحات شهرة في الإمارات، والتي تلقي الضوء على تطور الدولة لتصبح مركزاً عالمياً للأعمال والإبداع.
يمتد عمل بيشوب ليشمل مجموعة من المشاريع المرموقة، بما في ذلك مطعم «تورنو سوبيتو» لصاحبه الشيف ماسيمو بوتورا، وفندق ومجموعة الشقق السكنية «إس إل إس دبي». وتعكس هذه المشاريع الطبيعة الديناميكية لدولة الإمارات، حيث لا يعرف الإبداع حدوداً، يقول بيشوب: «في عالم التصميم الداخلي، تنتظم خطواتنا مع إيقاع روح العصر»، مشدداً على الفرص اللامتناهية للابتكار في الإمارات.

أرض خصبة للمبدعين

ويسلط بيشوب الضوء على الكيفية التي يُدخل بها الجيل الشاب أفكاراً وتقنيات جديدة تُحسّن الحياة اليومية، ما يجعل الإمارات مركزاً مزدهراً للصناعات الإبداعية، حيث تفتح هذه البيئة للمصممين والفنانين المجال أمام تحويل أحلامهم إلى حقيقة، بما يساهم في تعزيز سمعة الإمارات كمركز عالمي للتصميم.
ولا تقتصر نهضة الإمارات الإبداعية على الهندسة المعمارية والتصميم، فقد ازدهر المشهد الفني في الدولة، بقيادة نخبة من رواد الفن مثل محمد أحمد إبراهيم المولود في خورفكان، الذي يستوحي الإلهام من المناظر الطبيعية في الإمارات ليبتكر منحوتات ولوحات نابضة بالحياة تعكس جمال الدولة الفريد، وقد ساعد عمله، إلى جانب أعمال فنانين إماراتيين آخرين، في ترسيخ مكانة الإمارات كلاعب رئيسي في المشهد الفني العالمي.

التزام برعاية الفنون

كما يدعم المشهد الفني في الإمارات مؤسسات عالمية المستوى مثل متحف اللوفر في أبوظبي، ومؤسسة الشارقة للفنون، ومتحف غوغنهايم أبوظبي، الذي لا يزال قيد الإنشاء، وتوفر هذه الوجهات، إلى جانب فعاليات مثل «آرت دبي»، منصات تتيح للفنانين الإماراتيين والعالميين عرض أعمالهم والتفاعل مع الجمهور الذي يزورها من شتّى بقاع العالم. حيث يتجلى التزام دولة الإمارات برعاية الفنون بشكل أكبر من خلال مبادرات مثل مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، التي تقدم المنح الدراسية وتنظم فعاليات فنية تحظى باهتمام عالمي.
وفي عالم تصميم السيارات، لفتت دولة الإمارات انتباه العالم بشركات مثل «دبليو موتورز» التي أسسها رالف دباس، لتصبح أول شركة مصنعة للسيارات في الشرق الأوسط تُنتج سيارات «هايبركار» فاخرة.
وقد حازت سيارة «لايكان هايبر سبورت»، التي ظهرت لأول مرة بسعر 3.4 مليون دولار، اهتماماً عالمياً لمزجها بين الأناقة والأداء بشكل خيالي، وقد عززت السيارة، التي ظهرت في فيلم التشويق الشهير «فاست أند فيوريوس 7»، مكانة الإمارات على الساحة العالمية لصناعة السيارات.
ولا تقتصر شركة «دبليو موتورز» على الفخامة فقط، بل رسّخت مكانتها أيضاً في طليعة الابتكار، حيث تُنتج الشركة سيارات ذكية للخدمات العامة، بما في ذلك سيارات دوريات الشرطة المتقدمة، وتستكشف حالياً تقنيات القيادة الذاتية.

دعم الأفكار الخلاقة

وبالنظر إلى المستقبل، تُخطط شركة «دبليو موتورز» للتحول إلى إنتاج السيارات الكهربائية، بالشراكة مع شركة «إيفرّاتي» البريطانية لتطوير سيارات «هايبركار» كهربائية. ويُرجع دباس هذه الإنجازات إلى الفرص الفريدة المتاحة في دولة الإمارات، حيث تحظى الأفكار الخلاقة بالدعم إلى أن تصبح حقيقة.
وتعمل الإمارات على تعزيز المشهد الإبداعي لروّاد الأعمال من خلال مبادرات مثل مركز ياس الإبداعي، الذي يهدف إلى جعل أبوظبي مركزًا لصناعات السينما والإعلام، وقد اجتذب المركز بالفعل إنتاجات سينمائية ضخمة مثل «Dune 2» و«Mission: Impossible».
وإضافة إلى ذلك، تهدف استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي إلى مضاعفة عدد الوظائف الإبداعية في المدينة بحلول عام 2026، ما يعزز مكانتها كعاصمة إبداعية.
كما تبرز إمارة رأس الخيمة أيضاً كلاعب رئيسي في قطاعي الإبداع والسياحة في دولة الإمارات، ففي عام 2023، استقبلت الإمارة رقماً قياسياً بلغ 1.22 مليون زائر، ما يُبرز جاذبيتها كوجهة سياحية آخذة بالنمو السريع.
وتدعم وزارة الثقافة في الإمارات هذا النمو من خلال تقديم منح إبداعية، ورعاية مشهد ثقافي نابض بالحياة عبر مختلف التخصصات، من الكتابة وصناعة الأفلام إلى التصوير الفوتوغرافي وفنون الأداء.
ويُعد تحول دولة الإمارات إلى مركز للإبداع والابتكار شهادة على رؤية قيادتها وانفتاح الدولة على الأفكار الجديدة.
ومع استمرار بول بيشوب ومحمد أحمد إبراهيم ورالف دباس وآخرين في تخطّي حدود المألوف، تقف الإمارات كمنارة للإلهام، ما يثبت أن الطموح والدعم كفيلان بتحويل حتى أكثر الأحلام طموحاً إلى حقيقة واقعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى